نمرة- نهضة اقتصادية، سوق الثلاثاء وذاكرة وطن

المؤلف: أحمد الشمراني08.27.2025
نمرة- نهضة اقتصادية، سوق الثلاثاء وذاكرة وطن

وأنت تتأمل ملياً في بهجة وجه نمرة الساحر، تجد نفسك أمام تحفة فنية فريدة، لوحة نابضة بالحياة، مكتظة بالصور والذكريات، تتراقص فيها وجوه أهلها وروادها بإعجاب وتقدير. لو أن المتنبي العظيم مر من هنا، لترجم هذا المشهد البديع إلى قصائد شعر خالدة، أبيات نتغنى بها جيلاً بعد جيل...!

نمرة التي زرتها بالأمس القريب، تنعم بازدهار اقتصادي ملحوظ، نهضة تستحق كل الدعم والتشجيع. يجب أن نوفر لها روافد تنموية مستدامة وتسهيلات استثمارية مبتكرة، لتعزيز هذا الواقع الاستثماري الواعد في المنطقة...!!

قد يغضب البعض من النقد البناء والمسؤول، لكن هذا النقد ليس غريباً عن المرحلة الحالية، مرحلة تقودها رؤية طموحة أسس لها (شابٌ يرفض الأعذار). لكن في نمرة، وفي العرضيات قاطبة، يوجد محافظ رحب الصدر، شمالي الهوى، يتسع قلبه للجميع. ولهذا، أذَكِّره من وقت لآخر بأهمية محاسبة كل من قصر في حق نمرة وأهمل تطويرها.....!!

أركز اهتمامي على نمرة رغم أنني أسكن عروس البحر الأحمر جدة، وهذا من باب الوفاء للمكان الذي نشأت فيه. وقبل ذلك، أرى هناك صورة مشرقة لمستقبل المنطقة، مستقبل مزدهر في شتى المجالات، والاقتصاد هو عصب هذه الحياة المتجددة....!!

أعود بذاكرتي إلى سوق نمرة الثلاثاء العريق، الذي كان يمثل سلة غذاء المحافظة والمناطق المجاورة. للأسف، طرأت على هذا السوق تعديلات غير موفقة، لم تخدمه بل أضرته. كان من الواجب، بعد اكتشاف هذا الخلل الواضح، إعادة السوق إلى رونقه السابق، وتغيير المستثمر الذي حوله إلى أطلال مهجورة، نعم أطلال شاهدة على الإهمال....

الثلاثاء، وهذه المعلومة أو الرسالة أوجهها إلى صديقي العزيز المهندس عباس البركاتي، مدير بلدية العرضية الشمالية، فهو على دراية كاملة بكل التحديثات التي طرأت على سوق ثلاثاء نمرة، وكانت سبباً رئيسياً في التراجع الذي يشهده اليوم، تراجع أضر به بشكل كبير وخدم مصالح أسواق أخرى منافسة...!!

ولإنصاف الحق.. المهندس البركاتي لم يخذلني قط، فكلما عرضت عليه مشكلة إلا وسارع إلى حلها. وأدعوه من هذا المنبر أن يعيد الحياة إلى سوق الثلاثاء، فنمرة تستحق كل خير، وأنت بلا شك قادر على ذلك...!

الحقيقة الساطعة: تمثل الأسواق التاريخية ذاكرة الوطن الحية، قبل أن تكون مجرد مكان للبيع والشراء، فهي جزء لا يتجزأ من تاريخ المكان والقبيلة....!!!

أخيراً؛ في بعض الأحيان، لا بد أن تتجاهل بعض الأمور التافهة، وأن تدير ظهرك عن بعض الصغائر، خشية الدخول في جدال عقيم مع صغار العقول التي لا تفقه شيئاً!

‏وكما قيل بحكمة بالغة في المثل الشهير «علاج الجاهل التجاهل».

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة